قصة العقرب الغريق والرحال الذي ساعده

 


مرّ أحد الرحالة في يوم من الأيام بنهر جارٍ، ورأى على سطح الماء عقربًا يحاول بيأس أن ينقذ نفسه من الماء ويعودَ إلى اليابسة، لكن دون جدوى. فاقترب الرحّالة منه محاولاً إنقاذه لكن العقرب لدغه…

تألّم الرحّالة كثيرًا، ومع ذلك فقد مدّ يده مجدّدًا لإنقاذ العقرب، وفي هذه المرّة أيضًا لدغه… وتكرّر ذلك لبضع مرّات.

أثناء ذلك، مرّ رجل آخر بجانب النهر ورأى محاولات الرحّالة المسكين لإنقاذ العقرب، وما يلقاه من لدغ مؤلم…فاقترب منه وقال:

– سيلدغك العقرب في كلّ مرّة تقترب منه، فلماذا تصرّ على مساعدته؟!

أجاب الرحّالة قائلاً:

– طبع العقرب هو اللدغ، وطبعي هو تقديم العون للمحتاج، فلماذا أسمح لطبيعة الآخرين أن تغيّر طبيعتي!

العبرة من القصّة

بغضّ النظر عن أنّ لدغة العقرب خطيرة وسامّة للغاية، ولا يجب أن تعرّض نفسك لخطر مماثل من أجل إنقاذ عقرب، لكن المغزى مهمّ وعميق. 

كم من مرّة سمحنا للظروف من حولنا ولطبيعة البشر الآخرين أن تغيّر من طبيعتنا؟ كم مرّة تحوّلنا إلى أشخاص قساة لمجرّد أنّ أحدهم قد جرحنا أو قام بإيذائنا؟! وكم هو جميل أن تبقى محافظًا على جوهرك الداخلي النقيّ وطبيعتك البشرية المحبّة على الرغم من كلّ محاولات العالم لتغييرك وتجريدك من مشاعر الإنسانية!

كن أثرًا جميلاً في هذا العالم، وخذ من العالم كلّ أثر جميل


بقلم الكاتبة : دلال قصري


أحدث أقدم